الاستراليون يحققون طفرة في نقل اشعة الليزر

Lab, ANU
الابحاث قد تؤدي الى تحسين الاتصالات

قد يبدو الأمر بعيدا عن أفلام الخيال العلمي، إلا أنه لم يعد من المستحيل تفكيك أجسام ونقل مكوناتها عبر الأثير ثم إعادة تركيبها في مكان آخر.

فقد نجح العلماء في الجامعة الوطنية الأسترالية في جعل شعاع ليزر يختفي من مكان محدد ثم يعاود ظهوره في مكان آخر على بعد أمتار من المكان الأول.

ويؤكد هذا الإنجاز انه نظريا على الأقل يمكن تفكيك وتركيب الأجسام الدقيقة التكوين التي تعتبر اصغر من الذرات عن بعد، ولكن يبقى من غير المعروف إذا ما كان يمكن تطبيق نفس النظرية على الذرات.

ومن المتوقع أن تكون أولى تطبيقات هذا الإنجاز العلمي الجديد في مجال الاتصالات الهاتفية، حيث ستجعل من الممكن نقل كميات ضخمة من البيانات بسرعة فائقة واستخدام وسائل تشفير لا يمكن اختراقها.

فهل سيمكن تطبيق نفس النظرية على الإنسان؟ لقد ظلت نظرية التفكيك والتركيب عن بعد إحدى أهم الموضوعات التي حظيت باهتمام العلماء العاملين في مجال ميكانيكا الكم التي تتضمن دراسة أساسيات بناء المادة.

يذكر أن أولى محاولات تفكيك شعاع ليزر وإعادة تركيبه عن بعد كانت في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا عام 1998واظهرت التجارب إمكانية تحقيق ذلك.

إلا أن الأستراليين نجحوا في استغلال ظاهرة تعرف باسم التداخل الكمي والتي تربط بين خواص خليتين ضوئيتين تم تخليقهما في نفس الوقت، ويتم إرسالهما لأي اتجاهين مختلفين ومن خلال التأثير على واحدة منهما، ستتأثر الأخرى لتتخذ شكلا مكملا للأولى.

وعند النظرة الأولى، يمنح التشابك احتمالا لإرسال الإشارة بشكل أسرع من سرعة الضوء. ولكن عند النظر الويها عن قرب نجد صعوبة في تحقيق ذلك، ولكن تظل هناك احتمالات نقل أجسام أخرى.

"تطبيقات مثيرة"

ويقول العالم الفيزيائي بنج كوي لام إنه قد تمكن من تفكيك شعاع الليزر عند أحد طرفي نظام اتصالات بصري وإعادة تخليقه على بعد متر من المكان الأول، وذلك باستخدام إشارة مشفرة توضع في تيار من الخلايا الضوئية المتدفقة.

ويضيف قائلا: "إن ما حققناه هو إثبات انه يمكن تدمير مليارات من الخلايا الضوئية ثم إعادة تخليقها في مكان آخر."

ويقول: "تطبيق تفكيك الأجسام وإعادة تركيبها فيما يتعلق بأجهزة الكمبيوتر والاتصالات خلال السنوات العشر القادمة سيكون أمرا مثيرا."

حركة الجسم

وتابع الدكتور لام قائلا إن نقل المعلومات المشفرة بهذه الطريقة سيكون آمنا مئة في المئة، لأنه حتى إذا تم تعقب رسالة معينة سيكون من المستحيل فك شفرتها إلا عن طريق المرسل إليه.

وأضاف: "من الممكن تكوين نظام مثالي لبعث الرسائل بالشفرة. عندما يريد طرفان الاتصال ببعضهما البعض يمكننا أن نضمن سرية الاتصالات تماما."

لكن فيما يتعلق بنقل الإنسان من مكان لآخر، يتعين بناء ماكينة يمكنها تحليل مليارات الذرات التي يتكون منها جسم الإنسان.

وقال لام: "أعتقد أن النقل بهذه الطريقة إمكانية بعيدة للغاية. فلا نعرف حتى الآن كيف يمكننا نقل ذرة واحدة."

وتواجه عملية نقل الإنسان من مكان لآخر بهذه الطريقة مشكلات صعبة من بينها أنه يتعين تدمير النسخة الأصلية أثناء عملية خلق البديل

الموقع الأصلي